“بائعة السمن؟” -قصة وعبرة-

“بائعة السمن؟”

كان يطوف في السوق رجل متكبر. يظهر عليه الكثير من حسن الهيئة والزهو. مرت امرأة تبيع السمن.فسألها:

– ماذا تبيعين يا إمرأة؟

فقالت:
– أبيع سمناً يا سيدي.

فقال لها:
– أريني. وعندما أرادت أن تنزل دلو السمن من فوق رأسها سقط منه بعض السمن على ثيابه! فغضب الرجل غضباً شديداً.

فقال لها:
– لن اترك المكان حتى تعطيني ثمن الثوب، فظلت المرأة تستعطفه وتقول له:
– إعفيني سيدي فأنا إمرأة مسكينة !

فقال لها:
– اعطيني ثمن الثوب! فسألته:
– وكم ثمن الثوب؟

قال:
– ألف دينار!!

فقالت له:
– أنا امرأة فقيرة، فمن أين لي بألف دينار؟ قال لها:
– لا شأن لي.

فقالت له:
– إرحمني ولا تفضحني.
وبينما هو يتهددها ويتوعدها. أقبل عليهم شاب،

فقال لها:
– ما شأنك يا امراة؟ فقصت عليه الخبر.

فقال الفتى:
– أنا سأدفع ثمن الثوب، فأخرج ألف دينار! فعدها الرجل المتكبر، وقبل أن يبرح المكان، قال له الشاب:
– تمهل أيها الرجل، فرد عليه ذلك المتكبر وقال:

– ماذا تريد؟ فقال له:
– هل أخذت ثمن الثوب؟

– قال: نعم، فقال له الشاب: فأين الثوب؟

قال:– ولم؟

قال:

– قد أعطيناك ثمنه فأعطنا الثوب، قال الرجل المتكبر:
– وأسير عارياً؟ قال الشاب:
– لا شأن لي . قال الرجل المتكبر:
– وإن لم أعطك الثوب؟
– قال: تعطينا الثمن. قال الرجل المتكبر:
– الألف دينار؟قال الشاب:
– كلا، بل الثمن الذي نطلبه؟

فقال له الرجل المتكبر:

– لقد دفعت لي ألف دينار فقال الشاب:
– لا شأن لك بما دفعت..

فقال له الرجل:
– وكم تريد؟! قال الشاب:
– ألفي دينار !!

فقال له الرجل المتكبر: هذا كثير. قال الشاب:
‘إذن فأعطنا ثوبنا. قال الرجل المتكبر:
– أتريد أن تفضحني؟

قال الشاب:
– كما كنت تريد أن تفضح المرأة المسكينة !! فقال الرجل المتكبر: هذا ظلم . قال الشاب:
– الآن تتكلم عن الظلم؟
فخجل الرجل المتكبر وأعاد المال للشاب وعفى عن المرأة! ثم أعلن الشاب للناس المجتمعون بأن المال سيبقى هدية للمرأة المسكينة!!

قارئي العزيز:

حل المشاكل يتطلب حكمة وتضحية.لا تأسف على إحترامك وخدمتك وطيبتك للناس.ولا تحزن إذا لم يقدر أحد طيبتك. فالعصافير تغرد كل يوم ولا أحد يشكرها ومع هذا فإنها تستمر فى التغريد. نظرة الناس لك تختلف. فهناك من يراك سيئ وآخر يراك جيد وآخر يراك رائع وآخر لا يراك شيئا !! ولكن الله يعلم كل شيء. فهو الفاحص القلوب. وسيعطي كل واحد حسب عمله. ولا داعى للتكبر والتعالي . فكلنا من التراب . وإليه سنعود، فلا تتكبر.