علية صهيون (بيت مارمرقس الذي تم فيه العشاء السري و عيد العنصرة )
علية صهيون
علية صهيون (باللاتينيّة: Cenacle) وتعرف أيضًا باسم «العلية»، ترمز إلى المكان المرتفع الذي يؤكل فيه، وقد جاءت هذه التسمية نسبة إلى كون الغرفة مرتفعة نسبيا عن سطح الأرض. أما بالعربية، فتعرف هذه الغرفة باسم «علية صهيون» نسبة على وجودها على جبل صهيون، وهي تعتبر المبنى الأول للكنيسة لأن هذا المكان شهد انطلاق التبشير بالمسيحية باتجاه كل أصقاع الأرض. هي غرفة تقع في مدينة القدس، على جبل صهيون في ذات المبنى حيث يقع ضريح الملك داود. يشار اليها أنها الموقع حيث تم فيها العشاء الأخير والعنصرة، إلى جانب أنها مركز المسيحية المبكرة الأول. وصفتها الموسوعة الكاثوليكية بأنها أول كنيسة في العالم.
حسب التقاليد المسيحية شهدت علية صهيون عدة أحداث ذكرت في العهد الجديد: منها العشاء الأخير وغسل الأرجل والعنصرة. وللمبنى أهمية في العقيدة المسيحية إذ فيه تأسس كل من القداس الإلهي وسر القربان.
(مرقس 15:14، لوقا 12:22، أعمال 13:1)
هي المكان العلوي في بيت القديس مرقس الرسول (المدعو يوحنا أيضًا)، والتي جرى فيها العديد من الأحداث بالغة الأهمية أيام السيد المسيح، بخلاف أحداث أخرى في الكنيسة الأولى، فهي المكان الذي غسل فيه الرب أرجل تلاميذه ثم أسس الافخارستيا، وهي كذلك المكان الذي أختبأ فيه التلاميذ والسيدة العذراء وجمع يصل إلى مئة وعشرين شخصيًا.
لفظة “علية” وهي شائعة الاستخدام في العهدين القديم والجديد، تُطلق على الدور العلوي من البيت اليهودي بشكل عام، وغالبًا ما تكون مسكناً مستقلاً عن البيت من خلال سلم منفصل، هذا يشرح لنا كيف صعد الرجال الأربعة الحاملين المفلوج إلى السطح ليدلوه من السقف.
وتُسمى العلية في اللغة اللاتينية Coendculune وتعني المكان المعد لتناول الطعام، وبمعنى أوسع “الطابق العلوي من البيت” وسميت أيضًا “أباغيون” أو “اوفيرون” بمعنى علية عشاء أو اجتماع، ونقرأ عن “علية البرود” وهي المكان الذي اتخذه عجلون ملك موآب مقرًا صيفيًا له (قضاة 20:3-25)، كما نقرأ أن المرأة الشونمية عندما مات ابنها وضعه إليشع النبي على السرير في العلية التي في بيتها (أمل 19:17) وكان مقيمًا بها. نقرأ كذلك أن داود النبي بكى ابنه في عليه الباب (2صم 33:18)، وأما سليمان فقد بنى مجموعة من “العلالي” (جمع علية) وغشاها بالذهب والفضة (راجع 1 أخ 11:28، و أخ 9:3). وفي الأديرة أُطلق على الحجرة التي تعلو الباب الرئيسي “علية” حيث يقيم الراهب البواب ويهتم بعابري السبيل.
كان “أرسطوبولس” والد مرقس الرسول جاء إلى أورشليم قادمًا من موطنه الأصلي “القيروان” (مدينة تونسية، تبعد حوالي 160 كيلومتر عن تونس العاصمة) قد بنى له بيتًا فسيحًا أشبه بالقصر وأقام فوقه عليه كبيرة يتضح لنا سعتها من العدد الكبير الذي اجتمع بها وقت حلول الروح القدس، كما اشترى بستانًا ليكون عمله ومصدر رزقه وهو الذي عُرِف بـ “بستان جثسماني”. وبعد وفاة أرسطوبولوس دُعيّ البيت “بيت مريم أم يوحنا مرقس” (أعمال 17:12)، في هذا البيت تعرف مرقس على السيد المسيح من خلال اجتماعه هناك بتلاميذه، ولذلك فهو شاهد عيان للأحداث التي جرت داخل بيته على وجه الخصوص.
في هذه العلية أيضًا أعد التلاميذ الفصح للسيد المسيح “وحبة فصحية” وذلك في اليوم الأول من الفطير اليوم السابق حسب الكثير من الأباء (حيث تأتي في القبطية “بي شورب” وهي لفظة تعني الأول كما تعني السابق أيضًا).
في تلك الليلة والتي تناول فيها السيد المسيح الوجبة الفصحية تلاميذه، تشاجر بطرس ويهوذا حول من يجلس عن يمين السيد ومن يجلس عن شماله، حيث يجلس الأكبر في مثل تلك الولائم عن يمين رب البيت بينما يجلس الأصغر عن شماله، ولكن بعد ذلك وليس بكثير ظهرت خيانة يهوذا، وأنطر بطرس، ولما أراد السيد أن يعطيهما درسًا في الإتضاع قام عن العشاء وسلمهم عمليًا طقس غسل الأرجل (اللقان في الكنيسة الآن).
وفي تلك الليلة، ونفس المكان أيضًا أسس الرب سر الافخارستيا، وبعد ذلك سبح مع تلاميذه المزامير (113 – 118) وهي المعروفة في الطقس اليهودي بـ “الهلليل العظيم” ثم خرج إلى جبل الزيتون إلى بستان جثسيماني، وهكذا كانت العلية هي آخر مكان يرتاح فيه قبل الصلب.
وفي المكان ذاته كان التلاميذ مجتمعون وهم غارقين في الحزن بعد صلب معلمهم وتبخُّر آمالهم، ولكنه لم يتركهم هكذا فأدخل الفرح إلى قلوبهم وبدد مخاوفهم بظهوره لهم وقال لهم: “اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ! جُسُّونِي وَانْظُرُوا، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي.” (لوقا 29:24).
وفي المكان عينه وفي يوم البنطقستي (الخمسين) حل الروح القدس على التلاميذ، ومعهم ما يزيد عن المئة والعشرين نفسًا.. وهو يوم ميلاد الكنيسة، وذللك فالعلية هي الكنيسة الأولى حيث اجتمع الرب مع تلاميذه وحيث أسس الافخارستيا وسبح.. وأفاض روحه القدوس على الجماعة الأولى لتنطلق الكنيسة كارزة من تلك اللحظة.
وبعد عشرين عامًا عُقد أول مجمع برئاسة القديس يعقوب الرسول، والذي ترأس الجماعة المسيحية بعد صعود السيد المسيح، كأول راع يرعى هذا القطيع الصغير موكلاً من الله عليهم، وذلك سنة 50 م. حيث نوقشت في الاجتماع قضية التهود… وهكذا أصبحت العلية مقر اجتماع الكنيسة. ففيها أقام التلاميذ الافخارستيا بعد حلول الروح القدس، كما ورد في سفر الأعمال (أعمال 14:1 و 42:2).
علية صهيون في التقليد والتاريخ:
يفيد التقليد أن الآباء الرسل قد كرسوا الموضع كنيسة على اسم السيدة العذراء، وإذ بدأت الكنيسة تنطلق من هناك أسموا المكان “علية صهيون” وأصبح الأسم “صهيون” يُطلق على العلية بعد أن كان يطلق عليه “مدينة داود”، فإن المسيح هو “داود الحقيقي”. إلى هذا المكان أيضًا توجه القديس بطرس بعد إنقاذ الملاك له من السجن (أعمال الرسل 12:12) حيث أن “باب الحديد” المذكور في القصة يقع بالقرب من ذلك الموقع (أعمال 13:12).
يشهد القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص (وهو فلسطيني في الأصل تنيح سنة 403م) أن الامبراطور أدريانوس (هادريان) زار فلسطين ووجدها كما تركها تيطس بعد تدميرها سنة 70م. فيما عدا بعض البيوت، ومن بينها كنيسة صغيرة قامت في مكان العلية، ويشير القديس كبريانوس (أسقف قرطاجة الشهيد) في حديثه عن “كنيسة الرسل” إلى ذلك المكان أيضًا، كما وصفت المكان ذاته الحاجة إيثريا (إيجيريا) حيث شاهدت الاحتفالات الدينية التي كانت تُقام في المكان في ذكرى ظهورات الرب وعيد العنصرة. وهكذا صار المكان مركز كرسي أورشليم (تكونت مع الوقت خمس كراسي رسولية: هي أورشليم، أنطاكية، مصر، روما، القسطنطينية) كما أقام فيها أول أسقف لأورشليم هو القديس يعقوب الرسول.
قام يوحنا الثاني مطران القدس بترميم الكنيسة وكانت ماتزال باسم صهيون المقدسة وكانت تُقام فيها احتفالات أيضًا لقديسين وُضعت رفاتهم فيها، وكذلك ذكرى القديس يعقوب والملك داود، حيث يُفترض أن قبره يوجد تحت العلية.
قامت جيوش كسرى الملك بتدمير الموضع في القرن السابع الميلادي، وأعاد ناسك يُدعى موديستو تعميرها ولكن المسلمين دمروها من جديد، فلما وصل الصليبيون لم يجدوا سوى الكنيسة العليا فبنوا بناءً ضخمًا شمل المكان الذي تنيحت فيه العذراء، وبعد رحيل الصليبيين حافظ المسيحيون على العلية بينما أخذت الكنيسة الجديدة في التهدم.
وهناك تقليد سرياني يفيد بأن السيدة العذراء قد تعمدت على يد الرسل هناك (وإن كان تقليد مشكوك في صحته) حيث توجد أيقونة لها من رسم القديس لوقا فوق جرن المعمودية يُقال أنها التي تعمدت فيها. ويذكر شخص يُدع “برنارد الحكيم” والذي زار المكان خلال الفترة (من 721 – 727م) أن إكليل الشوق كان معلقًا هناك في العلية على الحائط.
ومع قدم الآباء الفرنسيسكان إلى المنطقة قاموا بترميم العلية ثم ابتنوا ديرًا صغيرًا مازال قائمًا حتى اليوم، ولكنه بعد حوالي مئة سنة قام المسلمون بتحريض من اليهود بهدم القاعات السفلى والإستيلاء على قبر الملك داود، ونتيجة المضايقات الكثيرة وعدم مساندة السلطان العثماني في القسطنطينية اضطروا إلى ترك المكان سنة 1551م. وتحول إلى مسجد سنة 1554م. ومُنع المسيحيون من زيارته، ولكن مؤخرًا سُمح لهم بالزيارة دون إقامة أية قداسات.
الآثار الموجودة هناك حاليًا:
1.الباب الذي قرعه القديس بطرس بعد خروجه من السجن.
2.أول جرن معمودية مسيحية.
3.مذبح كرسي القديس يعقوب أول أسقف لأورشليم.
4.أيقونة أثرية للسيدة العذراء رسم القديس لوقا الطبيب.
5.الدير الذي بناه الفرنسيسكان بعد أن توسعت الكنيسة لتصبح “بازيليكا” حيث أسماها البيزنطيون “أم جميع الكنائس” بينما سُميّ الدير “دير مار مرقس” نسبة إلى بيت مرقس الرسول (الذي هو العلية).
أما كيف انتقل الموضع إلى السريان في وقت من الأوقات:
كان أسقف السريان يهتم بمصالح الأقباط وكان المكان تابعًا لهم، مقابل أني رعى مطران الحبشة مصالح السريان في بلاده، فلما رُسِمَ مطران للأقباط في القدس، استمر مطران السريان ميقيمًا في المكان.
كان أسقف السريان يهتم بمصالح الأقباط وكان المكان تابعًا لهم، مقابل أني رعى مطران الحبشة مصالح السريان في بلاده، فلما رُسِمَ مطران للأقباط في القدس، استمر مطران السريان ميقيمًا في المكان.
العلية في بيتك:
بعض الأسر التقية تخصص جزءًا من البيت (أو الشقة) إما حجرة بكاملها أو ركن صغير، يزينونه بالأيقونات ويضعون فيه بعض الكتب مثل الإنجيل والأبصلمودية والأجبية والسنكسار وغيرها، هناك يصلّون ويسبّحون ويصنعون المطانيات، ويختلون من وقت لآخر، يُسمى اليونانيون والروس مثل هذا المكان: “حجرة الأيقونات” حيث تتذكر العائلة أنه يجب أن يكون للمسيح مكان في بيتهم يستريح فيه ويسكن معهم، ويُسمى هذا المكان “العلية”.
من كتاب [ دراما الصليب ] لـ الأنبا مكاريوس الأسقف العام
ملحوظة:
حسب علمي أن المكان الأيمن على مائدة الفصح عند اليهود مخصص للطفل الأصغر لأن له دور في طقس الفصح وهو أن يسأل والده بعض الاسئلة (تستطيع ان تقرأ عن هذا الطقس في مقال للاستاذ Aymonded بعنوان يوم الخميس يوم السر العظيم، مسمياته وطقسه اليهودي وإقامة وليمة العهد) حيث يذكر الآتي:
[ثم يأتي أحد الأطفال ويُلقى على رب العائلة أربعة أسئلة، وهذا هو دور الطفل (أو أصغر شخص ) الجالس عن اليمين كما قلنا سابقاً، والأسئلة كالتالي :
1 – لماذا هذه الليلة مختلفة عن بقية الليالي ؟
2 – في كل الليالي، نأكل خبزاً مختمراً أو غير مختمر، لكن هذه الليلة نأكل فقط خبزاً غير مختمر ؟
3 – في كل الليالي نأكل جميع أنواع الأعشاب ولكن هذه الليلة نأكل فقط أعشاباً مُرّه. ولماذا نغمس الأعشاب مرتين ؟
4 – في كل الليالي نأكل لحماً مشوياً أو مسلوقاً أو محمراً، لكن هذه الليلة نأكل فقط لحماً مشوياً ؟
حينئذٍ يُقدم رئيس المتكأ لأبنائه عرضاً لتاريخ شعب إسرائيل مبتدئاً من دعوة إبراهيم من أرض أو الكلدانيين ، مُنتهياً بفداء الشعب وتحريرهم من عبودية أرض مصر وإعطاء الشريعة [خروج 10، 12]]
اجتماع البابا جان بول الثاني مع كراديلت وبطاركة واساقفة الكنيسة الكاثوليكية في العلية
بعض الخطوط التاريخية لعليّة صهيون التي جرت فيها أحداث العشاء الأخير وبعض الظهورات التي تلت القيامة و حدث العنصرة:
في بدء الكنيسة تحوّل جبل صهيون إلى مركز الجماعة المسيحية الأولى وقد أقيمت كنيسة على مكان العلية. وفي القرن الرابع أعاد يوحنا الثاني بطريرك القدس بناء كنيسة بيزنطية باسم (صهيون المقدسة) بقرب العلية. وعند اجتياح الفرس عام (614) احرق كسرى هذه الكنيسة. فأعاد بناءها جزئياً البطريرك مودستس.
في عام (1009) هدم الحاكم بأمر الله الكنيسة. ولكن الصليبيون في القرن الثاني عشر بنوا كنيسة كبيرة تضم صهيون المقدسة وكنيسة الرقاد وسمّوها “أم جميع الكنائس أو سيدة جبل صهيون” غير أن هذه الكنيسة دُمّرت على يد الخوارزميين عام (1244).
في عام 1333 اشترى ملك نابولي “روبرت انجو” وزوجته كل منطقة جبل صهيون من سلطان مصر مالك الناصر محمد بن قالون، ووهبها إلى الآباء الفرنسيسكان. فقاموا بترميم كنيسة العلية حسب الفن القوطي. فالعلية كما نشاهدها اليوم تعود إلى ذلك التاريخ.
وفي عام (1552) استولى سلطان القسطنطينية سليمان القانوني على كنيسة العلية. في عام (1928) حوّل المسلمون كنيسة العلية نفسها إلى مسجد، غير أنه بقي للآباء الفرنسيسكان حق الاحتفال الديني رسمياً في العلية مرتين في السنة: يوم خميس الأسرار، ويوم العنصرة.
في عام (1948) احتلت إسرائيل منطقة القدس حيث تقوم العلية وحولت الطابق السفلي كنيساً بحجة أنه قبر الملك داود، وجعلت الطابق العلوي (العلية) مفتوحا للجميع.
حسب علمي أن المكان الأيمن على مائدة الفصح عند اليهود مخصص للطفل الأصغر لأن له دور في طقس الفصح وهو أن يسأل والده بعض الاسئلة (تستطيع ان تقرأ عن هذا الطقس في مقال للاستاذ Aymonded بعنوان يوم الخميس يوم السر العظيم، مسمياته وطقسه اليهودي وإقامة وليمة العهد) حيث يذكر الآتي:
[ثم يأتي أحد الأطفال ويُلقى على رب العائلة أربعة أسئلة، وهذا هو دور الطفل (أو أصغر شخص ) الجالس عن اليمين كما قلنا سابقاً، والأسئلة كالتالي :
1 – لماذا هذه الليلة مختلفة عن بقية الليالي ؟
2 – في كل الليالي، نأكل خبزاً مختمراً أو غير مختمر، لكن هذه الليلة نأكل فقط خبزاً غير مختمر ؟
3 – في كل الليالي نأكل جميع أنواع الأعشاب ولكن هذه الليلة نأكل فقط أعشاباً مُرّه. ولماذا نغمس الأعشاب مرتين ؟
4 – في كل الليالي نأكل لحماً مشوياً أو مسلوقاً أو محمراً، لكن هذه الليلة نأكل فقط لحماً مشوياً ؟
حينئذٍ يُقدم رئيس المتكأ لأبنائه عرضاً لتاريخ شعب إسرائيل مبتدئاً من دعوة إبراهيم من أرض أو الكلدانيين ، مُنتهياً بفداء الشعب وتحريرهم من عبودية أرض مصر وإعطاء الشريعة [خروج 10، 12]]
في بدء الكنيسة تحوّل جبل صهيون إلى مركز الجماعة المسيحية الأولى وقد أقيمت كنيسة على مكان العلية. وفي القرن الرابع أعاد يوحنا الثاني بطريرك القدس بناء كنيسة بيزنطية باسم (صهيون المقدسة) بقرب العلية. وعند اجتياح الفرس عام (614) احرق كسرى هذه الكنيسة. فأعاد بناءها جزئياً البطريرك مودستس.
في عام (1009) هدم الحاكم بأمر الله الكنيسة. ولكن الصليبيون في القرن الثاني عشر بنوا كنيسة كبيرة تضم صهيون المقدسة وكنيسة الرقاد وسمّوها “أم جميع الكنائس أو سيدة جبل صهيون” غير أن هذه الكنيسة دُمّرت على يد الخوارزميين عام (1244).
في عام 1333 اشترى ملك نابولي “روبرت انجو” وزوجته كل منطقة جبل صهيون من سلطان مصر مالك الناصر محمد بن قالون، ووهبها إلى الآباء الفرنسيسكان. فقاموا بترميم كنيسة العلية حسب الفن القوطي. فالعلية كما نشاهدها اليوم تعود إلى ذلك التاريخ.
وفي عام (1552) استولى سلطان القسطنطينية سليمان القانوني على كنيسة العلية. في عام (1928) حوّل المسلمون كنيسة العلية نفسها إلى مسجد، غير أنه بقي للآباء الفرنسيسكان حق الاحتفال الديني رسمياً في العلية مرتين في السنة: يوم خميس الأسرار، ويوم العنصرة.
في عام (1948) احتلت إسرائيل منطقة القدس حيث تقوم العلية وحولت الطابق السفلي كنيساً بحجة أنه قبر الملك داود، وجعلت الطابق العلوي (العلية) مفتوحا للجميع.