“إلى أين نحن ذاهبون؟”
يا للأسف:
– أصبحنا اليوم واصبح مجتمعنا مجتمع غالبيته قشور، مبتعدين عن الكنز الحقيقي وروحانيات الحقيقة التي نؤمن بها.
– أصبحنا نشاهد فيلم هندي او تركي لساعات عديدة كل يومين ولكننا نتقاعس عن مشاهدة القداس الإلهي او الإشتراك به مرة بالأسبوع.
– أصبحت الخطيئة عندنا لعبة في يدنا كتفصفص البذورات. نفتيها مثلما اردنا،
– اصبحنا نقضي اوقات فراغنا على امورٌ لا فائدة منها ولا هدف منها، فنقتل بها وقت فراغنا ونقتل حياتنا أيضا.
– اصبحنا نحب الغنى المادي ولا نحب الغنى الروحي.. كيف للإنسان أن يعبد سيِّدان، فإما الله او المال! اصبحنا نحن نبيع الله بأرخص ثمن !!
– أصبحنا غريبي الاطوار!
فإن تألمنا قليلًا ألقينا بالاتهامات على الله فورا ورفضنا الإيمان، وإن كنا في ترف ومرح فلا ذكر لاسم الله، أنسينا أن المسيح تحمَّل كل الآلام عوضا عنا؟ وأنه لأجلنا ذاق الموت؟ ولخلاصنا كمثل يونان وضع في القبر لثلاث أيام؟ هل يعقل ان نترك الذي أحبنا لنجلس في مجالس المتحابين الجهلة الذين يتملقون امامك اليوم وخلفك يحقدونك؟ هل أغرتنا أضواء الكاميرات أكثر من النور الحقيقي، نور القيامة والإنتصار والحياة الحقيقية؟
فإلى اين نحن ذاهبون؟ أإلى الشهادات العليا والأرباح المالية العالية؟ إلى المناصب والكراسي والاسم الرفيع؟ ولكن ماذا بعد؟
قارئي العزيز:
على الإنسان المسيحي أن يفهم انه غريبٌ على هذه الأرض، لأنه لم يعد أرضي بل روحاني لأنه مولودٌ من فوق حيث ملكوت السماوات وحضن الآب. على الإنسان المسيحي أن يفهم فحوى حياته وهذه لقوة عظيمة أن يدرك ماهيته في هذه الحياة وسبب وجوده وكيف يحقق ذاته في عالم يفتقر إلى المحبة، في عالم يقتل الاخ اخاه وتنتصر الأنانية فيه، وكيف يحوّل عالمه إلى عالم محبة ورحمة وتضحية وسعادة لا متناهية، فكما تبذل الام جسدها لأطفالها والأب تعبه لإعالة البيت هكذا نحن أيضا يجب ان نعطي بكل محبة لكل الناس لأن كل الناس هم اخوتنا وكل الأطفال هم ابنائنا وكل العجائز هم امهاتنا، على الناس ان يمجدوا ابانا الذي في السماوات. عليهم ان لا يقطعوا من عمل المحبة … لان هذه هي المسيحيّة وهذا هو المسيح .
Discussion about this post