“جبر الخواطر”
انتهت دراسته وركب الطائرة عائداً إلى بلده بعد غياب سته سنوات.
بجانبه إمرأة مسنة من الطبقة الفلاحية. في الطائرة قاموا بتقديم وجبات الطعام ومع كل وجبة قطعة حلوى بيضاء. المرأة المسنة فتحت قطعة (الحلوى) وبدأت تأكلها بقطعة خبز ظناً منها أنها قطعة جبنة بسبب اللون الأبيض، وعندما اكتشفت أنها (حلوى) شعرت بإحراج شديد ونظرت إلى الرجل الذي بجانبها، فتظاهر بأنه لم يرَ ما حصل، وبعد ثوان قليلة، قام بفتح قطعة (الحلوى) من صحنه وقام بما قامت به المرأة المسنة تماماً فضحكتْ المرأة بصوت عالي. فقال لها:
– سيدتي لماذا لم تخبريني أنها حلوى وليست جبنة؟ فقالت المرأة:
– وأنا كذلك كنت أظنها جبنة مثلك !! بالتأكيد كان يعرف أنها ليست جبنة، ويعرف أنها رحلة وتنتهي، ويعرف أنها مجرد امرأة بسيطة.ولكن انسانيا واحتراما لها ولعمرها رغب بأن لا يشعرها بالخجل.
قارئي العزيز:
اجبروا الخواطر، وراعوا المشاعر، وانتقوا كلماتكم، و تلطفوا بأفعالكم، ولا تؤلموا أحداً، وقولوا للناس حسنا، وعيشوا أنقياء أصفياء، لاننا غدا سنرحل ويبقى فقط الأثر الطيب مهما طال العمر
Discussion about this post