“ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه”
يقولون:
– ان اﻛﺒﺮ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﻟﺒﻨﺎﻥ اميل البستاني
ﺃﻧﺸﺄ لنفسه ﻗﺒﺮﺍً ﻓﻲ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺮﻭﺕ. ﻭﻟﻪ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻗﻌﺖ به ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ. ﺩُﻓِﻌَﺖ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻹﻧﺘﺸﺎﻝ ﺟﺜﺘﻪ، ﻋﺜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮة ﻓﻘﻂ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻛﻲ ﺗﺪﻓﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟذي بناه له!
كما ويقولون:
– بأن ﺃﺣﺪ ﺃﻛﺒﺮ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، ﻳﻬﻮﺩﻱ ﺍﺳﻤﻪ “ﺭﻭﺩ ﺗﺸﻠﺪ” ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺛﺮﻭﺗﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻳﻘﺮﺽ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﺧﺰﻧﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻏﺮﻓﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ، ﺩﺧﻞ ﻣﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺧﺰﺍﻧﺘﻪ ﻭﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ ﺻﺎﺡ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﺃﺣﺪ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻗﺼﺮﻩ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻓﻠﻤﺎ ﻏﺎﺏ ﻋﻦ ﺃﻫﻠﻪ ﻇﻨﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﺳﺎﻓﺮ. ﺑﻘﻲ ﻳﺼﺮﺥ ﻭﻳﺼﻴﺢ ﻭﻳﺼﻴﺢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺩﺭﻛﻪ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ، ﻓﺠﺮﺡ ﺇﺻﺒﻌﻪ، ﻭﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ {ﺃﻏﻨﻰ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻤﻮﺕ ﺟﻮﻋﺎً ﻭﻋﻄﺸﺎً}. وﻟﻢ ﻳﻜﺘﺸﻔﻮﺍ ﻣﻮﺗﻪ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ!
قارئي العزيز:
حكمة قصة اليوم هي ﺭﺳﺎﻟﺔ موجهه ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺮﻭﻥ في ﺍﻟﻤﺎﻝ بأنه الإله المخلص، وإنه ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ والثمين في هذه الحياة.
ولكن!!!
ليعلم الجميع اننا جميعا هنا ضيوف، ومهما امتلكنا من الخيرات والثروات، او وصلنا إلى المراكز العاليا والسلطة، او أينما خزّنا في الاهراء والبنوك من الأموال والغنى، فإننا غدا راحلون، وايادينا ستكون مفتوحة وجيوبنا فارغة، وسيبقى رصيدنا بهذه الحياة هو فقط عملنا والذكرى الطيبة التي سنتركها من بعدنا .
ومن له آذان سامعتان فليسمع. “فماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه” .
Discussion about this post