معجزات السيد المسيح دليل على لاهوته……
1 – إن معجزات السيد المسيح لا تعد من الكثرة
ويكفى قول القديس يوحنا الرسول فى خاتمة انجيلة
ايات أخر صنعها يسوع قدام تلاميذه ولم تكتب فى هذا الكتاب ( يو 20 : 30 )
واشياء اخرى كثيرة صنعها يسوع ان كتبت واحدة فواحدة فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة ( يو 21 : 25 )
وكمثال ذلك
يقول القديس لوقا الانجيلى وعند غروب الشمس كان كل الذين عندهم مرضى نأنواع امراض كثيرة يقدمونهم اليه فكان يضع يديه على كل واحد فيشفيهم ( لو 4 : 40 )
هنا معجزات بالجملة لا تحصى
وورد عن ذلك فى إنجيل مرقس ولما صار المساء إذ غربت الشمس قدموا اليه جميع السقماء والمجانين وكانت المدنية كلها مجتمعة على الباب فشفى كثيرين كانوا مرضى بأنواع امراض مختلفتة واخرج شياطين كثيرة ( مر 1 : 32 ـ 34 )
وقال القديس متى الانجيلى و كان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم و يكرز ببشارة الملكوت و يشفي كل مرض و كل ضعف في الشعب. ( مت 4 : 23 )
هل نستطيع هنا ان نحصى ما ينطوى تحت عبارات كل مرض وجميع السقماء …… الخ ؟؟؟
إذن نحن هنا نقتصر على إثبات لاهوت المسيح من المعجزات القليلة التى دونت فى الاناجيل .
2 – كذلك كانت معجزات السيد المسيح تشمل أنواعاً عديدة :
منها معجزات الخلق واقامة الموتى والمشى على الماء وانتهار الرياح والامواج والبحر والصعود إلى السماء والنزول منها والدخول منها والدخول والابواب مغلقة والولادة من عذراء واخراج الشياطين وتفتيح اعين العميان وشفاء الامراض المستعصية كالبرص والفلج ( الشلل ) وشفاء العرج والصم والبكم والخرس والامراض التى مرت عليها 38 سنه او 18 سنه وفشل فيها الطب
وبأختصار كما قال متى الانجيلى ” كل مرض وكل ضعف فى جميع السقماء والمجانين …. “
من ذا الذى بقدر ان يشفى كل مرض ويكون له سلطان على الطبيعة والشياطين بهذا التنوع وبهذا المقدار إلا الاله الذى خلق هذه الطبيعة ؟؟؟
3 – كانت معجزات السيد المسيح بمجرد الامر او الانتهار للمرض :
فى شفاء حماة بطرس من الحمى الشديدة انتهر الحمى فتركتها و في الحال قامت و صارت تخدمهم. ( لو 4 : 39 ) هنا المرض ينتهى بمجرد امره او انتهاره
وفى شفاء المفلوج قال له قم و احمل سريرك و اذهب الى بيتك. ( مر 2 : 11 )
وبمجرد الامر عاد الى الرجل صحته كاملة حتى انه قام وحمل سريره ايضا .
وفى شفاء صاحب اليد اليابسة قال للرجل مد يدك ففعل هكذا فعادت يده صحيحة كالاخرى. ( لو 6 : 10 )
بمجرد الامر تمت معجزة يعجز الطب كله أمامها
وفى اخراج الارواح النجسة كان يستخدم ايضا الامر ولذلك قيل عنه انه
بسلطان يامر حتى الارواح النجسة فتطيعه. ( مر 1 : 27 )
وكذلك فى اسكات الامواج وتهدئة البحر استخدم الامر ايضا
فقام و انتهر الريح و قال للبحر اسكت ابكم فسكنت الريح و صار هدوء عظيم. ( مر 4 : 39 )
والامر بالنسبة إلى الطبيعة والامراض والعاهات لا يمكن ان يصدر من إنسان فهذا سلطان الهى كثيراً ما كان يجعل المشاهدين يعترفون بلاهوته
4 – حتى فى اقامة الموتى نجد عنصر الامر ايضا
ففى اقامة ابنة يايرس قال لها ” طليثا قومى ” اى يا صبية لك اقول قومى وللوقت قامت الصبية ومشت ( مر 5 : 41 ، 42 ) فأبطل الموت بأمره واعاد الحياة بأمره
وكذلك فى إقامة ابن أرملة نايين قال ايها الشاب لك اقول قم. فجلس الميت و ابتدا يتكلم فدفعه الى امه. ( لو 7 : 14 ، 15 )
وفى اقامة لعازر قال له بصوت عظيم لعازر هلم خارجاً فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة … ( يو 11 : 43 ، 44 )
5 – واحيانا كانت المعجزة تتم بمجرد اللمس او وضع يده
كما قيل فوضع يديه على كل واحد منهم و شفاهم. ( لو 4 : 40 )
وملخس عبد رئيس الكهنة لما قطعت اذنه لمس اذنه وابرأها ( لو 22 : 51 )
وفى شفاء الاعميين لمس أعينهما فللوقت ابصرت اعينهما وتبعاه ( مت 20 : 34 )
ولما وضع يديه على اعمى بيت صيدا ابصر ( مر 8 : 25 )
ونازفة الدم التى انفقت كل اموالها على الاطباء بلا فائدة مجرد ان لمست هدب ثوبه جف ينبوع دمها وبرئت ( مر 5 : 29 )
6 – كانت معجزات تتم بمجرد ارادته بدون أمر منه …
كما حدث فى تطهير الابرص الذى صرخ قائلاً له ن اردت تقدر ان تطهرني. فتحنن يسوع و مد يده و لمسه و قال له اريد فاطهر.( مر 1 : 41 ، 42 ) وللوقت طهر برصه ( مت 8 : 2 ، 3 )
وفى معجزة تحويل الماء الى خمر فى عرس قانا الجليل خلقت مادة جديدة بمجرد ارادته حتى بدون امر وبدون لمس لمجرد انه اراد فى داخله ( يو 2 : 7 ـ 9 )
7 – ملاحظة اخرى ان جميع معجزاته كانت تتم بدون صلاة :
كان يعملها بقوته الذاتية بقوة لاهوته والمعجزة الوحيدة التى سبقتها مخاطبة الآب كانت اقامة لعازر من الموت ولعل السبب فى ذلك انه اراد اخفاء لاهوته عن الشيطان وكان بينه وبين الصليب ايام قلائل
كما انه ان وجدت فى كل معجزاته العديدة جداً معجزة وحيدة فيها صلاه فلعلها لتعليمنا ان نصلى ولعل فيها رداً على اعداءه الذين كانوا يتهمونه بأستخدام قوة الشياطين فى معجزاته
ومع ذلك فأنه فى اقامة لعازر من الموت استخدم الامر ايضا فقال لعازر هلم خارجاً ( يو 11 : 43 )
وفى معجزة اشبع الجموع قيل انه نظر الى فوق وشكر وبارك ( مر 6 : 41 ) ( مت 15 : 36 )
ولم يذكر فى احدى هاتين المعجزتين انه صلى اما النظر الى فوق ومباركة الطعام فلعل هذا لتعليمنا ….
8 – وما اكثر المعجزات التى كانت تتم بأسمه فى العهد الجديد :
كما حدث فى شفاء الاعرج الذى كان يستعطى على باب الجميل اذ قال له القديس بطرس ليس لي فضة و لا ذهب و لكن الذي لي فاياه اعطيك باسم يسوع المسيح الناصري قم و امش. ( اع 3 : 6 )
وايضا يظهر هذا من قول السيد المسيح و هذه الايات تتبع المؤمنين يخرجون الشياطين باسمي و يتكلمون بالسنة جديدة. يحملون حيات و ان شربوا شيئا مميتا لا يضرهم و يضعون ايديهم على المرضى فيبراون. ( مر 16 : 17 ، 18 )
9 –وهذا هو الفارق بين معجزات السيد المسيح ومعجزات رسله وقديسيه:
هو يجرى المعجزة بقوته الذاتيه اما تلاميذه فكانت معجزاتهم بأسمه أو بالقوة التى أخدوها منه بسلطانه هو فالقوة ترجع اليه ولهذا قال بولس الرسول استطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى ( فى 4 : 13 )
هذا السلطان منحه الرب لتلاميذه إذ اعطاهم سلطانا على ارواح نجسة حتى يخرجوها و يشفوا كل مرض و كل ضعف. ( مت 10 : 1 )
وقال للاثنى عشر اشفوا مرضى طهروا برصا اقيموا موتى اخرجوا شياطين ( مت 10 : 8 )
وقال للسبعين ايضا ها انا اعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات و العقارب و كل قوة العدو و لا يضركم شيء. ( لو 10 : 19 )
10 – والسيد المسيح قدم معجزاته كسبب يدعو للايمان به
فقال صدقونى انى في الاب و الاب في و الا فصدقوني لسبب الاعمال نفسها. ( مت 14 : 11 )
وقال لليهود ان كنت لست اعمل اعمال ابي فلا تؤمنوا بي. و لكن ان كنت اعمل فان لم تؤمنوا بي فامنوا بالاعمال لكي تعرفوا و تؤمنوا ان الاب في و انا فيه. ( يو 10 : 37 ، 38 )
وقوله “اعمل أعمال أبى” تعنى انه يعمل أعمال الله ذاته وهذا دليل أكيد على لاهوته
لذلك فهو يلوم اليهود قائلاً لو لم اكن قد عملت بينهم اعمالا لم يعملها احد غيري لم تكن لهم خطية ( يو 15 : 24 ) .
هذه الاعمال التى لم يعملها أحد من قبل هى الاعمال الالهيه التى قال عنها ” اعمل أعمال أبى ” ( يو 10 : 37 )
وهو بهذا يعلن أن معجزاته دليل على لاهوته .
11 – وكان السيد المسيح يطوب الايمان الذى بمعجزاته ويدعو اليه :
فقد طوب ايمان قائد المائة الذى قال له قل كلمة فقط فيبرأ غلامى ( مت 8 : 8 ) وكان غلامه مطروحاً فى البيت مفلوجاً متعذباً جداً …. وأعطاه السيد وعداً بشفاء غلامه فبرأ غلامه من تلك الساعة
وقال السيد الحق اقول لكم لم اجد و لا في اسرائيل ايمانا بمقدار هذا. ( مت 8 : 10 )
وحقا ايمان قائد المائة هذا كان عجيباً لقد آمن أن المسيح بمجرد أن يقول كلمة فإن هذه الكلمة تقدر أن تشفى غلامه من بعد دون ان يلمسه او يضع يده عليه يباركه يكفى مجرد الامر والمسيح طوب هذا الايمان وحققه بشفاء الغلام
12 – ومعجزات السيد المسيح دليل على حديثه عن لاهوته :
ان السيد المسيح كان يصنع المعجزات الخارقة جداً وفى نفس الوقت يقول انا والاب واحد ( يو 10 : 30 )
من رآنى فقد رأى الآب ( يو 14 : 9 )
وان له سلطان على مغفرة الخطايا ( مر 2 : 10 )
وكان يقول انه ابن الله الوحيد ( يو 3 : 16 ، 18 )
وانه صعد الى السماء ونزل من السماء وهو موجود فى السماء ( يو 3 : 13 )
وانه سيأتى على سحاب السماء ويرسل ملائكته لجمع مختاريه ( مت 24 : 30 ، 31 )
فلو كان كلامه غير صادق ما كان يقدر ان يجرى المعجزات بعده …..
وان كان بكلامه هذا قد نسب الى نفسه سلطان الله وصفاته عن غير حق ما كان يقدر بعد على صنع المعجزات
13 – لا ننسى أن حياة السيد المسيح نفسه كانت معجزة انفرد بها :
من حيث ولادته من عذراء ( اش 7 : 14 ) الامر الفريد فى تاريخ العالم كله فلا هو حدث قبله ولا بعده
كذلك بشر بميلاده نجم غير عادى ( مت 2 : 2 ـ 10 ) وسجد له المجوس
وفى طفولته اذهل شيوخ اليهود ( لو 2 : 47 )
كذلك كان السيد المسيح معجزة فى عماده ( مت 3 )
وفى التجلى على جبل طابور ( مر 9 : 1 ـ 8 )
وفى قيامته والقبر مغلق دون ان يشعر به احد ( مت 28 )
وفى ظهوره لعديدين بعد القيامة ( مر 16 )
ودخوله على تلاميذه والابواب مغلقة ( يو 20 : 19 )
وكان معجزة فى صعوده الى السماء وجلوسه عن يمين الاب ( مر 16 : 19 )
حياته كلها سلسلة من المعجزات تدل على لا هوته الذى كان متحداً بناسوته طوال الفترة التى ظهر فيها فى الجسد والى الابد ايضا .
( آبائيات)
No Result
View All Result