كنيسة تلميذي عمواس ( القبيبة )
كنيسة تلميذين عمواس
لكل كنيسة بالأراضي المقدسة حكاية. يرتبط أسم عمواس بذكرى ظهور المسيح القائم من بين الأموات للتلميذين اللذين فقدا الأمل بعد موته فتركا المدينة المقدسة عشية الفصح فى طريقهم إلى عمواس كما ذكر لوقا (٢٤، ٣١-٣٥).
أحد ظهورات المسيح بعد القيامة حدثت في عمواس، لإثنين من تلاميذه، سمعان وكليوباس، اللذين عرفا المعلم عندما كسر يسوع الخبز معهم. في الأرضي المقدسة يحتفل بهذا الحدث في يوم إثنين الفصح، لدى الفرنسيسكان في عمواس القبيبة ، حيث توجد كنيسة ظهور يسوع، المكان الذي يحيي ذكرى لقاء يسوع مع التلميذين.
قصة الدير كما في الدليل الكتابي والسياحي للأراضي المقدسة
مقدمة :
يرتبط موقع عمواس بذكرى ظهور المسيح القائم من بين الأموات للتلميذين اللذين فقدا الأمل بعد موته فتركا المدينة المقدسة عشية الفصح كما ذكر لوقا (٢٤، ٣١-٣٥ (
ويحدد لنا لوقا أن المكان يبعد عن القدس ٦٠ غلوة أي حوالي ١١ كم. أما المؤرخان أوسابيوس وسوزومون فيقولان أن القرية تبعد ١٦٠ غلوة عن القدس أي ٣٠ كم. وهكذا تعددت النظريات حول موقع عمواس الإنجيلي. حيث برزت اثنتان وهما عمواس اللطرون وعمواس القبيبة.
لم تعد عمواس اللطرون قائمة اليوم ولم يتبق منها سوى دير للآباء البيتراميين قرب أطلال الكنيسة الصليبية. أمّا عمواس القبيبة فقد تمّت مطابقتها مع عمواس الإنجيلية التي تبعد عن القدس المسافة المذكورة نحو الغرب. والاسم هو تصغير قبة (مثل قبة الصخرة) ولربما أطلق عليها هذا الاسم بسبب إحدى القبب الصليبية التي كانت تظهر من بعيد. لم يأت العهد القديم على ذكر البلدة بتاتا.
ظهور الرب لتلميذي عمواس :
لوقا ٢٤، ٣١-٣٥ :
وإذا بإثنين منهم كانا ذاهبين، في ذلك اليوم نفسه، إلى قرية إسمها عمواس، تبعد نحو ٦٠ غلوة من أورشليم. وكانا يتحدثان بجميع هذه الأمور التي جرت. وبينما هما يتحدثان ويتجادلان، إذا يسوع نفسه قد دنا منهما وأخذ يسير معهما، على أنّ أعينهما حجبت عن معرفته. فقال لهما: «ما هذا الكلام الذي يدور بينكما وأنتما سائران؟» فوقفا مكتئبين.
وأجابه أحدهما واسمه قلاوبا: «أأنت وحدك نازل في أورشليم ولا تعلم الأمور التي جرت فيها هذه الأيام؟» فقال لهما: «ما هي؟» قالا له: «ما يختصّ بيسوع الناصري، وكان نبيا مقتدرا على العمل والقول عند الله والشعب كلّه، كيف أسلمه عظماء كهنتنا ورؤساؤنا ليحكم عليه بالموت، وكيف صلبوه. وكنّا نحن نرجو أنّه هو الذي سيفتدي إسرائيل.
ومع ذلك كلّه فهذا هو اليوم الثالث مذ جرت تلك الأمور. غير أنّ نسوة منّا قد حيررنا، فإنهنّ بكّرن إلى القبر فلم يجدن جثمانه فرجعن وقلن إنّهنّ أبصرن في رؤيا ملائكة قالوا إنّه حي. فذهب بعض أصحابنا إلى القبر، فوجدوا الحال على ما قالت النسوة. أما هو فلم يجدنه».
فقال لهما: «يا قليلي الفهم وبطيئي القلب عن الإيمان بكلّ ما تكلّم به الأنبياء. أما كان يجب على المسيح أن يعاني تلك الآلام فيدخل في مجده؟» فبدأ من موسى وجميع الأنبياء يفسر لهما في جميع الكتب ما يختصّ به. ولما قربوا من القرية التي يقصدانها، تظاهر أنّه ماضٍ إلى مكان أبعد. فألحّا عليه قالا: «أمكث معنا، فقد حان المساء ومال النهار». فدخل ليمكث معهما.
ولمّا جلس معهما للطعام، أخذ الخبز وبارك ثم كسره وناولهما. فانفتحت أعينهما وعرفاه فغاب عنهما. فقال أحدهما للآخر: «أما كان قلبنا متقدا في صدرنا، حين كان يحدّثنا في الطريق ويشرح لنا الكتب؟» وقاما في تلك الساعة نفسها ورجعا إلى أورشليم، فوجدا الأحد عشر والذين معهم مجتمعين، وكانوا يقولون إنّ الربّ قام حقّا وتراءى لسمعان. فرويا ما حدث في الطريق، وكيف عرفاه عند كسر الخبز.
زيارة الموقع :
بعد أن ثارت الشكوك وتعددت النظريات حدد الصليبيون موقع عمواس في القبيبة وعينت الزيارة الليتورجية يوم الفصح وما زال هذا التقليد قائما حتى اليوم في التقويم الليتورجي المقدسي. وقد توطد الآباء الفرنسيسكان في المكان منذ عام ١٨٦٧.
بني المزار الحالي في بداية هذا القرن فوق أطلال كنيسة سابقة كانت بحسب التقليد قائمة فوق بيت قلاوبا أحد التلميذين. وقد بني الدير الفرنسيسكاني عام ١٩٠٦ واستخدم معهدا إكليريكيا لمن يرغبون في التكرس للحياة الرسولية في الأراضي المقدسة.
في الكنيسة ثلاثة أروقة، الرواق الذي إلى اليسار يحمي تحت صفائحه الرخامية الحمراء آثار بيت من الحقبة الرومانية يشير إليه التقليد على أنه بيت قلاوبا حيث ظهر يسوع للتلميذين.
ويمكننا أن نتتبع آثار الطريق الرومانية إلى جانب الكنيسة نحو الشرق.