كنيسة القيامة
تاريخ المبنى:
بدأ البناء عام 326، وانتهى عام 335
المعمارون أو معلمو البناء أو الحرفيون الذين شاركوا في تصميم المبنى أو تنفيذه:
قام بالإشراف الإداري قسيس من القسطنطينية يدعى اوستاتيوس (Eustathius). أما مهندس البناء فيدعى زنوبيوس، وهو اسم تدمري.
الفترة/الأسرة الحاكمة:
تعود الكنيسة للعصر البيزنطي، وهناك ترميمات كثيرة نفذِّت في عصور لاحقة
راعي المبنى:
الامبراطور قسطنطين (حكم في الفترة 308 – 337)، ووالداته هيلانة.
الأنماط المعمارية:
نمط المسيحية المبكرة: عمارة رومانسكية — عمارة قوطية
كنيسة القيامة أو كنيسة القبر المقدس، هي كنيسة داخل أسوار البلدة القديمة في القدس. بنيت الكنيسة فوق جلجثة أو الجلجثة، وهي مكان الصخرة التي يعتقد أن يسوع صلب عليها. تعتبر من أقدس الكنائس المسيحية، وأكثرها أهمية في العالم المسيحي، وتحتوي الكنيسة وفق المعتقدات المسيحية على المكان الذي دفن فيه يسوع، واسمه القبر المقدس.
سُمّيت كنيسة القيامة بهذا الاسم، نسبة إلى قيامة يسوع من بين الأموات، في اليوم الثالث من الأحداث التي أدت إلى موته على الصليب. تتقاسم الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكاثوليكية الأرثوذكسية المشرقية.
تاريخ الكنيسة من النظرة المسيحية
يقدّم لنا الإنجيليون المعلومات التّالية عن مكان الجلجثة. هو مكان قريب جدا من مدخل المدينة، ويقع على طريق يرتادها الناس بكثرة غير بعيد عن حديقة كان فيها قبر جديد.
ويقول الكتاب المقدس أيضا أنّ المكان كان يدعى الجمجمة (بالآرامية جلجثة)، والاسم يقدّم لنا أحد تفسيرين، الأول أن الموقع كان مكان إعدام للمجرمين وسمي بالجمجمة بسبب جماجم القتلى، والثاني بكل بساطة لأنّ التلّ يشبه شكل الجمجمة أو الرأس البشري
وصف:
تتمتع كنيسة القيامة بتاريخ حافل، وبمميزات معمارية وفنية قيِّمة. وهي تخص جميع الطوائف المسيحية، ومقدَّسة من قِبَلها جميعاً. وكما يدل اسمها، فهي موقع قيامة المسيح بعد موته، إضافة إلى كونها موقع صلبه ومعاناته وموته وقبره. وكنيسة القيامة مجمع معماري كبير يضم مجموعة كبيرة من الكنائس الصغيرة، وتزيد مساحته على 5000 متر مربع.
ضمَّت الكنيسة حين تأسيسها أربعة عناصر: فناء، وبازيليكا، وساحة مكشوفة، والقبر المقدس. خرّب الفرس هذه الكنيسة وحرقوها في عام 614 م، فعمل البطريرك مودستوس (Modestus) على إعادة ترميمها دون إحداث تغيير كبير، ولكن بحجم أصغر من السابق.
قام الصليبيون بإجراء تعديلات وإضافات على كنيسة القيامة عبر مشروع كبير غيَّر كثيراً من تخطيط كنيسة قسطنطين. وشمل ذلك إقامة كنيسة جديدة في عام 544 / 1149 تعرَف بكنيسة نصف الدنيا (Catholicon) على الطراز الرومانسكي، وجُعل لها حنية تطل على قبة القبر المقدس (Rotunda). كما شملت التعديلات إدخال مكان الصلب داخل مبنى الكنيسة، وجعل القسم الأسفل منها مدفناً لبعض ملوك الفرنجة، وإضافة برج في عام 566 / 1170 لجرس الكنيسة أمام المدخل الذي صُمِّم ليفتح باتجاه الجنوب بدلاً من الشرق. ورغم هذا التغيير الكبير في مخطط الكنيسة، فإن كنيسة القيامة حافظت على أبرز عناصر قداستها المكوَّنة من القبر المقدَّس وموقع الصلب. وقد أسندت مهمة حفظ مفاتيح أبواب الكنيسة وفتح وإغلاق باب الكنيسة كل صباح ومساء إلى عائلات مقدسية عريقة كعائلة نسيبه وآل غضية (جودة).
يمكن الدخول إلى الكنيسة عبر باب فخم يعلوه عتب حجري ضخم نقش عليه زخارف بالحفر البارز تصوّر بعض أحداث في الإنجيل. وبعد تخطي المدخل، يوجد سلم صاعد مستحدث يوصل إلى مكان الصلب. وهذا المكان اليوم مقسم إلى قسمين شرقي وغربي، وكل قسم عبارة عن مصلى أو كنيسة صغيرة. ويظهر في القسم الغربي اليوناني ما بقي من صخرة الصلب، وقد أحيطت بإطار زجاجي. ويظهر صدع في الصخر، وقد حدث لحظة مفارقة السيد المسيح للحياة بعد طعنه من قبل الجند الرومان وتجريده من ثوبه.
ويقود سلم هابط يقابل السلم الصاعد إلى حجر المغسل. وإلى الغرب من حجر المغسل الأرجواني، يقوم جدار حجري يفصل المدخل عن كنيسة نصف الدنيا. وإلى الجنوب قليلاً، يقوم القبر المقدس، وتغطيه قبة حجرية نصف كروية كبيرة ذات رقبة أسطوانية تستند على مجموعة من الأعمدة. وقد فُتح عند قطب القبة نافذة مركزية، وزينت القبة باثنتي عشرة بتلة طليت بماء الذهب ترمز إلى حواريي المسيح الاثني عشر. وهناك العديد من الصوامع والغرف والقاعات والكنائس الصغيرة في كنيسة القيامة لا يتسع المقام لتناولها هنا.
الواجهة
عند الباحة في مواجهة الكنيسة، نجد إلى اليمين دير مار إبراهيم للروم الأرثوذكس وقد سمي بهذا الاسم تيمنا بالتقليد المسيحي الذي يقول بأن أبانا إبراهيم جاء إلى هذه الصخرة يقدّم ابنه ذبيحة. نجد في الكنيسة مذبحا وشجرة زيتون علق الجدي بفروعها. يمكن زيارة البئر العظيمة تحت الدير والتي تبدو كنيسة تحت الأرض. وهناك إلى اليمين كنيسة مار يعقوب للأرمن والقديس ميخائيل للأقباط. إلى اليسار هناك ثلاث كنائس مكرسة للقديس يعقوب والقديس يوحنا والشهداء الأربعين.
الواجهة يسيطر عليها برج الأجراس الصليبي وقد تهدم الجزء العلوي منه في القرن السادس عشر واستبدل في القرن التالي بغطاء من القرميد (الطوب). واستبدلت الأجراس الصليبية التي فككها صلاح الدين وذوبها بأجراس أخرى في القرن الماضي. تقدم لنا الواجهة التي بناها الصليبيون مدخلين سدّ أحدهما في أيام صلاح الدين. كانت البازيليك حتى بداية القرن الماضي تفتح أبوابها في الأعياد الاحتفالية فقط، أما اليوم فهي مفتوحة كل يوم.
تتواجد كنيسة اللاتين – الدرج الذي إلى اليمين قبل الدخول إلى الكنيسة يؤدي بنا إلى معبد «سيدة الأوجاع» ويقال له أيضا كنيسة الإفرنج وهي للآباء الفرنسيسكان الذين يحتفلون فيها بالقداس الإلهي كل يوم. تحت هذه الكنيسة تقوم كنيسة أخرى مكرسة للقديسة مريم المصرية.
صورة لواجهة كنيسة القيامة
الجلجلة
عند دخولنا بازيليك القيامة نجد إلى اليمين سلما يحملنا إلى كنيسة الجلجلة على ارتفاع خمسة أمتار عن أرض الكنيسة. وتنقسم إلى كنيستين صغيرتين. الأولى وتدعى كنيسة الصلب، نجد فيها المرحلتين العاشرة (تعرية يسوع من ثيابه) والحادية عشرة (صلب يسوع).
فوق الهيكل الذي في صدر الكنيسة نجد فسيفساء تمثل مشهد الصلب. إلى اليمين نافذة كانت المدخل المباشر إلى الجلجة أيام الصليبيين. حول هذه النافذة نجد فسيفساء تمثل ذبيحة اسحق. يفصل هذه الكنيسة عن كنيسة الجلجلة هيكل صغير للعذراء أم الأوجاع وعمودان ضخمان. في واجهة الكنيسة هيكل وفوقه صورة ليسوع المصلوب وعلى جانبيه القديس يوحنا والعذراء أمّه. وتحت الهيكل نجد قرصا مفتوحا يشير إلى الموقع حيث وضع صليب يسوع. وتسمح لنا الفتحة بإدخال اليد ولمس الصخرة مباشرة. يذكر هذا الموقع المرحلة الثانية عشرة من درب الصليب.
حجر الطيب
حجر الطيب ننزل من كنيسة الجلجلة عن طريق الدرج المقابل. وعندما نبلغ أرض الكنيسة نلتفت إلى اليسار فيواجهنا حجر من الجير الأحمر مزين بالشمعدانات والمصابيح. هذا الحجر مقام لذكرى ما ورد في إنجيل يوحنا بعد موت يسوع.
نتابع سيرنا نحو الفسيفساء الضخم الذي على الواجهة حيث نجد بالقرب منه سلّما صغيرا يؤدي إلى دير الأرمن حيث هناك قبّة صغيرة تغطي حجرا مستديرا هو حجر المريمات الثلاث الذي أقيم لذكرى المريمات اللواتي ساعدن يسوع المحتضر. متى 27، 55 وكان هناك كثير من النساء ينظرن عن بعد، وهنّ اللواتي تبعن يسوع من الجليل ليخدمنه، منهنّ مريم المجدلية ومريم أمّ يعقوب ويوسف، وأمّ ابني زبدى.
نسير إلى اليمين ونمرّ بين عمودين ضخمين فنبلغ إلى قبة القبر المقدس وتُدعى (ANASTASI). بناؤها الأساسي يعود إلى حقبة قسطنطين وتعرضت على مر الأجيال للعديد من أعمال الترميم. انتهى العمل في ترميم القبة فوق القبر عام 1997.
يقوم القبر في منتصف البناء تزينه الشمعدانات الضخمة. دمرت القبة بسبب حريق شب عام 1808 وأعاد الروم بناءه عام 1810. هذا هو موقع المرحلة الرابعة عشرة من مراحل درب الصليب حيث وضع يسوع في القبر.
ينقسم البناء من الداخل إلى غرفتين، الغرفة الخارجية عبارة عن دهليز لإعداد الميت ويقال لها كنيسة الملاك. أما المدخل الصغير المغطّى بالرخام فهو الباب الحقيقي للقبر الأصلي والذي تمّ إغلاقه بحجر إثر موت يسوع كما يقول الإنجيل.
تتواجد عدد من المعابد منها
-
خورس الروم الأرثوذكس: ويقع مقابل القبر المقدس ويحتل الجزء المركزي من البازيليك كلها. وكان في الماضي خورس الآباء القانونيين أيّام الصليبيين. وعثر تحته على المارتيريون.
-
كنيسة الأقباط: تقع خلف القبر المقدس في مؤخرته حيث حفر فيه هيكل. كانت أيّام الصليبيين هيكلا للرعية أمّا اليوم فيحتفل فيه الأقباط بليت
-
كنيسة السريان الأرثوذكس: في آخر الرواق مقابل هيكل الأقباط هنالك ممر ضيق بين العمودين يؤدي بنا إلى قبر محفور في الصخر يعود إلى أيّام يسوع. يدل هذا الأمر على أن المنطقة، التي ضمها السور الذي بني عام 43-47 فأصبحت جزءا من المدينة، كانت في حقيقة الأمر مقبرة. وكونها مقبرة لهو دليل قاطع على أنّها كانت أيام يسوع خارج سور المدينة بحسب رواية الأناجيل. ويسمى هذا القبر «قبر يوسف الرامي».
-
كنيسة القربان الأقدس: إلى يمين الناظر إلى القبر المقدس، خلف العمدان نجد باحة هي موقع كنيسة ودير الآباء الفرنسيسكان. الهيكل الذي في ظهر العمود مقابل كرسي الاعتراف يحيي ذكرى ظهور القائم للمجدلية. أما في الواجهة فنجد بابا برونزيا يؤدي إلى كنيسة القربان الأقدس والتي تحيي ذكرى ظهور يسوع الفصحي للعذراء مريم. هذا الظهور لا نجد له ذكرا في النصوص الإنجيلية بل في الأناجيل المنحولة منها كتاب «قيامة المسيح» (من وضع برنابا الرسول) وغيره. في الجهة اليمنى نجد عمودا في الحائط يعتقد أنه جزء من العمود الذي جلد عليه يسوع.
أقسام أخرى
-
سجن المسيح: نتابع زيارتنا للبازيليك وندخل في الرواق الذي إلى يسار الخارج من كنيسة القربان الأقدس خلف هيكل المجدلية. في نهاية الرواق نجد مغارة اعتاد تقليد من القرن السابع تسميتها باسم حبس المسيح حيث يقول التقليد أنهم سجنوا يسوع هناك ريثما أحضروا الصلبان المعدة للصلب.
بعد هذه المغارة نجد إلى اليسار ثلاثة هياكل. الأول يدعى كنيسة لونجينوس. ولونجينوس هذا هو الاسم التقليدي للجندي الذي أراد التحقق من موت يسوع فطعنه بحربة في جنبه فخرج لوقته دم وماء (يو 19، 34) الهيكل الثاني سمي كنيسة اقتسام الثياب، وهي مقامة لذكرى ما ورد في إنجيل يوحنا حيث يقول: «وأمّا الجنود فبعدما صلبوا يسوع أخذوا ثيابه وجعلوها أربع حصص، لكل جندي حصة. وأخذوا القميص أيضا وكان غير مخيط، منسوجا كله من أعلاه إلى أسفله. فقال بعضهم لبعض: «لا نشقه، بل نقترع عليه، فنرى لمن يكون» (يوحنا 23، 19)
-
كنيسة القديسة هيلانة: ننزل الدرج إلى يسارنا فنبلغ كنيسة القديسة هيلانة التي تحتوي عناصر هندسية بيزنطية. حيث كرس الهيكل الرئيسي للقديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين وكرس الهيكل الذي إلى اليمين للقديس ديزما وهو اسم لص اليمين الذي صلب مع المسيح (لو 23، 43).
وإلى اليمين نجد سلما آخر يؤدي بنا إلى مغارة «العثور على الصلبان». كان هذا المكان بئرا مهجورة من العصر الروماني وتقول رواية أوسيبيوس أن هيلانة أمرت بالتنقيب في المكان بحثا عن صليب يسوع فوجدت في هذه البئر الصلبان الثلاثة ومن بينها صليب يسوع.
-
«كنيسة الإهانات»: نعود إلى الدهليز الذي كنا فيه فنبلغ «كنيسة الإهانات» وهي المكان الذي يشير فيه التقليد إلى الإهانات التي وجهت ليسوع المصلوب.
على جانبي الممر الذي يخرج بنا من الحجرة قبران فارغان هما قبرا چوفريدو وبلدوين الأول وهما أول ملوك مملكة القدس اللاتينية الصليبية.
بعض البقايا الأثرية لكنيسة القيامة معروضة في متحف الاراضي المقدسة
انطلق مشروع ترميم كبير داخل القبر المقدس لكنيسة القيامة في القدس. بالتوازي مع القبة، يهدف العمل أيضًا إلى إعادة تشكيل جدار الأعمدة المحيطة بقبر المسيح ؛ في الواقع، تم استبدال الأعمدة بجدار في ظل الانتداب البريطاني على أعقاب حرائق القرن التاسع عشر التي أضعفت الهيكلية إلى حد كبير.
داخل الجدار، تم اكتشاف بعض البقايا على الجانب الشمالي بالتحديد في الجزء الخاص بالفرنسيسكان في الأراضي المقدسة. من ناحية، يوجد عمودين ضخمين عليهما تيجان كورنثية (الكورنثية نظام معماري تم إنشاؤه في العصور اليونانية القديمة ، ويتميز بشكل خاص بالعواصم المزينة بأوراق الأقنثة)، يشكلان جزءًا من القاعدة المستديرة، من ناحية أخرى، يوجد زوج من أعمدة الزاوية على شكل قلب، مع تيجان كورنثية أيضًا. ترتكز أعمدة الزاوية هذه على كتلة أسطوانية من الرخام ويعلوها تاج ثان شبه منحرف . هذه المجموعة الثانية تعمل على تدعيم العمود بقوس مدخل الكاثوليكون وهو الكنيسة الرئيسية أو المبنى الرئيسي لدير مسيحي أرثوذكسي. تتعايش عدة أديرة في كنيسة القيامة (الفرنسيسكان والروم الأرثوذكس والأرمن والإثيوبيون والأقباط والسريان الأرثوذكس). الكاثوليكية هي الكنيسة التابعة للروم الأرثوذكس، وتقع في وسط الكنيسة ويواجه مدخلها قبر المسيح.
صورة داخلية لكنيسة القيامة
صورة تبين سقف كنيسة القيامة فوق القبر المقدس
المراجع :
ويكيبيديا
Source: [https://islamicart.museumwnf.org/database_item.php?id=monument;ISL;pa;Mon01;20;ar&cp]