اليوم الثالث والعشرون
تذكار القديس نيكون الأسقف ورفاقه الشهداء
(السنكسار الماروني)
ولد نيكون في نابولي بإيطاليا. وكان أبوه وثنياً، وأمه مسيحية. وكان مترقياً في الجندية في أيام داكيوس قيصر. وكان يوماً في حرب وقد هاجمه الأعداء، فكاد ينهزم أمامهم. فرسم إشارة الصليب على وجهه، وهتف من أعماق قلبه:” يا سيدي يسوع المسيح، إله أمي أعِنّي!” ووثب على الأعداء وأعمل فيهم السيف. فانتصر عليهم وبدد شملهم، فتعجب الناظرون من شجاعته وفوزه بالنصر.
وجاء يخبر أمه بمَا جرى. ففرحت به وعانقته وشدّدته في إيمانه. ثم ترك العالم وسار إلى القسطنطينية. وأتى جزيرة سامس حيث اعتزل في جبل هناك، منعكفاً على الصوم والصلاة سبعة أيام واعتمد وبقي متنسكاً. ولما اشتهرت قداسته انضم إليه مئة وتسعون ناسكاً. فرقّاه الأسقف إلى درجة الكهنوت ثم إلى الأسقفية، وأقامه رئيساً ومدبراً لألئك النساك.
فأعلمه الله أن الوثنيين سوف يجتاحون غانة، فخاف وانتقل بجماعته إلى إيطاليا حيث زار والدته التي ماتت بين يديه.
ولما أثار داكيوس الاضطهاد الشديد على المسيحيين، وشي بالقديس نيكون وجماعته إلى كونتيسيانوس والي جزيرة صقلية. فأرسل جنوداً قبضوا عليهم فجاهروا بإيمانهم بكل شجاعة. فجلدوهم بالعصي، ثم قطعوا رؤوسهم، وعددهم مئة وتسعة وتسعون راهباً. أما القديس نيكون فربطوه وأحرقوه بالمشاعل. ثم شدوه إلى خيل غير مروضة، وجروه على الأرض حتى تحطمت عظامه. ثم قطعوا رأسه، ففاز بإكليل الشهادة سنة 250. صلاته معنا. آمين.
Discussion about this post